معركة الدستور فى مصر - أحمد منصور
إن متابعة بعض النقاشات والخلافات والانتقادات التى توجه للنصوص الدستورية تكشف عن عقلية صبيانية لدى بعض من ائتمنوا حتى يصنعوا دستور البلاد، لأن بعضهم ليس له كيان إلا من خلال العناد والعراك واللغو واللغط والتجول بين الفضائيات ليظهر أنه المدافع الحامى عن حمى الشعب والثورة، ومن خلال الأكاذيب التى يروجونها والخداع الذى يقومون به والحفر فى أدمغة الناس، يوهمون الشعب بأن مكتسبات الثورة قد سرقت، وأنه سيعيش فى نظام رجعى يعيده للعصور الوسطى، إن التلكؤ فى مناقشة بنود الدستور وتجاوز المدة المقررة للجمعية يعنى حلها وتشكيل جمعية أخرى، وهذا ما يسعى له الذين أخفقوا فى الحصول على حكم قضائى لحلها، فيريدون أن يأتى الخطأ من جانب الجمعية نفسها أنها لم تنجز المهمة فى الوقت المحدد لها، ومن ثم يقوم رئيس الجمهورية بتشكيل جمعية تأسيسية أخرى للدستور لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر يزداد الوضع السياسى فيها جموداً وتأزماً، أما الوضع الاقتصادى فيزداد سوءاً وينفد صبر الشعب وانتظاره ويتم تقويض التجربة والثورة لا لشىء إلا لأن هؤلاء يكرهون خيار الشعب للإسلاميين ويرسلون رسالتهم القوية له بأن هذه هى النتيجة لو جاء هؤلاء للحكم، والله أعلم بما يدبر للجمعية الأخرى إن أخفقت هذه الجمعية فى إتمام مهمتها فى الموعد المحدد وظل هؤلاء المرجفون يعرقلون العمل ويواصلون اللطم والعويل عند مناقشة كل مادة.
إن حجم ما تتعرض له الثورة المصرية من مكائد ومؤامرات أكبر من أن يخطر على بال أحد، وحجم الأموال التى تحول من جهات ودول من أجل وأد هذه التجربة أكبر من الخيال، ونوعية الذين يستخدمون سواء بعلمهم أو بجهلهم للمشاركة فى هذه العملية يشمل فئات كثيرة، منهم مخادعون ولصوص يقتاتون على كل مائدة ولا يهمهم من أمر الوطن شىء، وآخرون مخلصون ولكن لا عقول لهم ينساقون كالقطيع مع الصوت العالى، إن الجميع يدرك أن هذا الدستور ليس نهائياً ولكنه لعبور هذه المرحلة، وسوف يأتى آخرون ليعدلوا ويتوافقوا فى مراحل قادمة على ما يصعب التوافق عليه فى هذه المرحلة، لذا يجب على كل مخلص أن يسعى لكى تتم الجمعية مهمتها فى موعدها وإلا فإن الثورة المصرية أمام خطر عظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق